languageFrançais

الدرس القادم من نيوزيلندا

جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا  إسم بات يتردّد بكثرة في وسائل الإعلام العالمية وفي دول العالم الإسلامي مؤخرا، شهرة إكتسبتها بفضل مواقفها المشرّفة بعد مجزرة كرايست تشيرتش التي استهدفت مصلين في مسجدين بالمدينة على يد ارهابي يميني متطرّف.

لم يكن هذا الإسم يعني الكثير للغالبية العظمى من سكان العالم الإسلامي لكنّه أصبح على كلّ لسان وذلك نظرا لسلوك هذه السيدة ومواقفها وقراراتها التي عزّزت الوحدة الوطنية في بلادها، رغم المحنة التي قد تكون دافعا للتفرقة في مناطق وبلدان أخرى من العالم. 

درس يأتينا من أقاصي العالم في الوحدة الوطنية رغم وجود عدة عوامل يمكن أن تكون مدخلا للإنشقاق والعداء. العرق والدين والعادات والتقاليد المختلفة ذابت جميعها أمام الإنتماء للوطن. 

التضامن الذي لقيته عائلات الضحايا من الأقلية المسلمة من قبل رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن ومن ورائها جميع النيوزيلنديين لم يكن متوقّعا حتى من قبل أشدّ المتفائلين.

اليوم تمّت مواراة جثامين الضحايا وألقت جاسيندا كلمة أبّنتهم خلالها واستشهدت بحديث للرسول الكريم محمّد صلى اللّه عليه وسلّم: ''مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى''.

وتردّد الآذان في مختلف أرجاء البلاد وارتدت العديد من النيوزيلنديات من غير المسلمات الحجاب في حركة تضامنية بين أبناء وطنهم. 

هذه السيدة استطاعت أن تحول دون كل الإنفلاتات المحتملة بعد المجزرة التي مسّت الجالية المسلمة، بينما عجز سياسيونا في رصّ الصفوف وتحقيق الوحدة من أجل الوطن رغم أنّ ما يجمع بينهم أكثر مما يفرّقهم.

شكري اللّجمي